محمـد الخـاروف * بأقلام الأصدقـــاء
محمد عبد الحميد الخاروف على الإنترنت


حوار بين طفل وحجر

قال تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ) ……… إنه ليشق علي… و على أي فتاة مثلي عربية قبل أن تكون فلسطينية …. أن تمسك بزمام قلمها حتى تعبر عن قضية عاشتها منذ نعومة أظفارها , و هي لا تزال تعيشها حتى يومها هذا ….أمن السهولة أن أكتب عن بيت المقدس بكلمات عابرة و هو يحتاج بحرا من حبر و فيضا من عبارات ؟؟؟؟!!!! لا و بالطبع لا ….فان المشاعر قد التهبت, و الصدور قد احترقت, دموع العين قد جفت…. لم أجد حيلة أمامي الا ان أكتب عن فلسطين العرب و المسلمين في عيون طفل صغير بريء, طفل الحجارة.. لقد ولدت لا أسمع صوت والدتي, ولكن كل ما أسمعه هو دبيب البنادق و الأسلحة الفتاكة….. أرضعتني أمي الدم بدل اللبن... تعلمت أن الكرامة في الوطن و الوطن في الكرامة…. لم أعش طفلا كباقي الأطفال, فقد ولدت كبيرا…. و لم أزل كبيرا…... بحثت عن سلاح الحرب و لكن عبثا جنيت وراء ذلك,,,, اكتشفت أن من بيده السلاح هو خصمي أما أنا فإما الحجارة, و إما الإهانة أو الموت…..…. وقع اختياري على صديقتي الحجارة التي حدثتني قائلة: سأقاتل أنا بصلابتي و أنت ببدنك, فكلانا ينتمي لموطن واحد, ويسعى لهدف واحد فلم لا نتشارك الوسيلة ؟ ….…. قلت لها: و لكنك جسيم صغير! فقالت : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله …... و لم أزل غير مقتنع, فهي جماد بلا روح وأنا كتلة من روح…… فجاءتني إجابتها: لقد صيرت و عائلتي منزلا كبيرا و مسجدا عظيما بأيدي شباب فلسطين, و هدمنا بجرافات العابثين ، فهل لنا من سبيل ؟ … انظر يا ولدي ماذا فعلت حجارة من سجيل بجماعات فيل ، وتأمل ماذا تفعل الآن بقناصة إسرائيل ، إنها قوة الإيمان ومحبة رب العالمين. أمسكتها بيدي وقلت لها : أيا حجارة فلسطين انطلقي ، واعمي أبصارهم ، وصمّي آذانهم ، واقضي على بنادقهم ، وانتقمي للأم العالية التي انتظرت وليدها في ساعات الليل ، فجاءها الخبر باستشهاده ، فأطلقت دمعة واحدة وثلاث وردات ، وصلت لرب العزى واللات. فأنت كل ما أستطيع ، وأنت كل ما أملك ، وتلك القوة التي بإمكاني إعدادها لهم . ارمي يا ولدي فقد اختفت لغة الكلام ، وظهرت لغة الحجارة ، تقدم إلى الأمام , ولا تنظر إلى الوراء ، وانتزع قلبك من جسدك حتى لا يسيطر الخوف على نفسك ، فذاك هو النصر الحقيقي . انهض يا صلاح الدين فإننا نريد أن ننتزع أورشليم ونعيدها القدس من جديد ونطهر الأقصى من دنس الغاصبين ، استمري أيتها الثورة فإنك قد ولدت من رحم الأحزان ، استمري إكراما ً للأنهار والإنسان والغابات , فالبحر بزبده يشهد ، والأرض برمالها تشهد, والسماء بنجومها تشهد ، وكل ذرة في هذا الكون تشهد أن القدس عربية إسلامية , وبأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية. .

بقـــلم:
غــدير الخاروف..


وأنت كذلك بإمكانك المشاركة في صفحة (بأقلام الأصدقاء), وذلك بإرسال مشاركتك لي عبر البريد الالكتروني:
, وسأقوم بدوري بإضافتها إلى الموقع.. أرجوك..لا تبخل بكتاباتك وأفكارك علينا..

جميع الحقوق محفوظة لـمحمـد الخــاروف 2004 - 2005 ©