محمـد الخـاروف * ياللعـــار!!
محمد عبد الحميد الخاروف على الإنترنت


ياللعـــــار!!

فوجئ قراء صحيفة القدس الفلسطينية بإعلان في صفحتها الرابعة يعلن معلنوه وهم أصحاب المطاعم الأمريكية عن رغبتهم في تصفية محلاتهم.
وورد في الإعلان أن أصحاب هذه المحلات يرغبون ببيع كافة تجهيزات المأكولات الأمريكية.
وأرجع مواطنون سبب هذا الإعلان إلى المقاطعة الفلسطينية خاصة في مدينة رام الله للبضائع والمأكولات الأمريكية التي ازدادت حدة في الآونة الأخيرة بعد وضوح التحيز الأمريكي للجانب الصهيوني وتزويده بالأسلحة والاشتراك معه في صناعة أسلحة لقتل الفلسطينيين.
وأكد أحد المواطنين أن الفلسطينيين باتوا يشمئزون من المطاعم الأمريكية ولا يثقون بها رغم أن الذين يديرونها هم عمال عرب.
ومن جهة أخرى فإنني أدعو إخوتي ليحذو حذو إخوتهم في فلسطين كأقل شيء يمكن تقديمه.. بالإضافة إلى أن المأكولات المقدمة من تلك البلاد تزخر بالمضار والمسرطنات.. فإن لم نتنازل عن سموم تأكلها بطوننا من تلك الأقطار فكيف نتمسك بفلسطيننا..وندعي الانتماء لها؟. وإن لم نستطع السيطرة على أهوائنا فكيف نسيطر على أعدائنا؟ وإن لم نستطع الجهاد ببطوننا فكيف نقوى على الجهاد بإيدينا..؟
ياللأنانية عندما تقطع أوصالنا وتستشري في عقولنا.. كفانا كلاما عن الحكام والأعداء, فلننظر إلى أنفسنا الطماعة, التي أضحت لا تسأل إلا عن سلامتها, وحتى الوطن لم يجد له مكانا عندها.. فأصبح الواحد منا, لا يخرج إلا يضعة سنتيمترات عن محيط نفسه.. ولا يتوانى في تحصيل شهواتها دون النظر إلى العواقب.. بل إننا أصبحنا كالحيوانات بل أضل.. فالحيوانات تفزع لأبناء جنسها فالبقرة تدافع عن أختها البقرة والغزال يدافع عن أخيه.
إن وجودنا في هذه الحياة ليس عبثا, نعم هذه حقيقة إلهية تجر وراءها الكثير من الأشياء.. فكل منا عليه أمانة يجب أن يؤديها, وهذه الأمانة تكون بحسب الحال التي كانت عليها الدنيا عندما خرجنا إليها, فليست الجنة لمن صلى وصام فقط , وليس اليهود هم أعداء الفلسطينيين وحدهم..
إن إخوتنا هناك, قد سبقونا أشواطا في حمل هذه الأمانة.. أليس من الأجدر بنا الوقوف معهم بما نستطيع.. حتى لو كان تافها, فهو أفضل من أن ننساها وتقسى قلوبنا على ذكراها.. فإن قسى قلبك على أبناء بلدك وتراب أرضك.. فإنه لن يتوانى في إضلالك أكثر, وإغراقك في شهواته فتصبح عبدا لها, فتشاهد إخوتك الذين يقاتلون ويدافعون عن أرضهم (التى -من المفترض- أن تكون أرضك) ثم تنظر إلى نفسك, فأنت لا تستطيع حتى مجابهة نفسك ومقاتلة النساء اللواتي يتمايلن أمام بصرك دون غطاء يكسيهن, فلا تستطيع صنع حياة ناجحة على مستوى عائلتك, التى (كما تعتقد أنت يا مسكين) أنها لم تخطو خطاك..
فياللعار, قد عرف أعداؤنا مدى ضعفنا حين سربوا لنا هذه الأشياء, فلم نستطع مجابهتها ومحاربتها بل اتجهنا إلى الحرص على تحصيلها حتى لو كانت من بلادهم.. حينها فقط, علموا بكل سهولة أن جيوشهم إن دخلت بلادنا في مقدمتها نساء عاريات , لانتصروا دون قتال..
خواطر (13-14 سنة) أنتظر اللقــاء.. الظــروف؟! ياللعـــار!!
جميع الحقوق محفوظة لـمحمـد الخــاروف 2004 - 2005 ©